هويتي كوفيتي ♥

هويتي كوفيتي

خـيـرت بـيــنَ الــمـالِ والفِكـرِ آثرتُ أن أبقى علـى فِـكـري
العلمُ والأخـلاقُ في نظـري كَـنـزُ الحيـاة ومنـبـعُ الـخـيــرِ
والدينُ والتقـوى هُمـا أقـوى فَهُمـا الرصيــدُ بـذلـك العُـمـرِ
لا خيـرَ في علمٍـ بـلا تقـوى فهـي التي تُـنجيك فـي القـبـرِ
أنا قـاهرُ الطغيــانِ تعرِفُـنـي لا أنحنـي صلبٌ مـدى الدهـرِ
حسبي بأن اسمي فلسطيـنـي والقُدسُ عاصمتي التي تُغري
وحِجارتي أضحَت بها لُغْـمـاً قـد هَــزَّ أعـدائي مـن الـذُّعـرِ
أنا صامِدٌ لن أستَـكـيـنَ لـهُـم وكـرامـتـي أغـلى مـن الـتِّـبـرِ
سأذودُ عن وطني وعن ديني وأُحـرر الأقـصى مـن الأسـرِ
سأعودُ مهما غبتُ عن بلـدي حُـبـي إِليهـا في دَمي يَـسْــري
إِنــي أحــنُّ لـكـرمــةٍ فـيـهــا ولمـارِسٍ أهــواهُ فـي الكَـفــرِ
ولِــتِـيـنـةٍ مـا زلـتُ أذكُـرُهــا عـند الحظيـرةِ جانـب البـئــرِ
وحـــديــقـةٍ كُـنــا زرعـنـاهــا بالـفُـلِّ والـريحـانِ والـزهـــرِ
لأحـبَّـــةٍ كـانــوا ومـا زالــوا هُم إِخوتي أهلي وهُم عُمْري
ولـذِكـريـــاتٍ كـان أجـمـلـهـا عـهـدُ الطُفـولـةِ طيّـبُ الذِّكْـرِ
فـأنـا ابـن فــلاحٍ فـلـسطيـنـي حُبي لأَرضي شَـدَّ مـن أَزْري
وهـويِّـتـي كـوفـيَّـتــي تَـبـقـى أَنّـى ذَهـبْـتُ عـظيـمـةَ القَــدْرِ
أحببتُ كل الناس من صغَري عُـوِّدْتُ أنْ أَدعـوا إِلى الخيرِ
لكـنَّ مـن يَـنْوي مُـقـــاومـتـي يحتلُّ أرضي يَـبـتـغي غَـدْري
يَــلـقــى الـمـنـيّـةَ إِنـهُ فَـــــدْمٌ لا يستطـيـعُ مُـقـاومـي قَهْــري
أنا من هُنا وقضيَّـتي الأُولـى هِــيَ مَـصـدرُ الإلهـامِ والفِـكْـرِ

من ديوان حييت يا وطن
للشاعر مصطفى رشيد عثمان